السبت، 12 سبتمبر 2015

سمائي









سُعدت هذه الليلة برؤية أضواء الحيّ مطفأة. فخطر ببالي مباشرة أن أصعد إلى مكاني
 المفضّل : سطح البيت. وكذلك فعلت.

لم تكن السماء خالية من ضوء يكدّر جمالها ولكنني لم أكن لأضيّع هذه الفرصة النادرة.

استلقيت كعادتي وأطلقت العنان لنفسي فجال بصري بين أنحاء الكون، أو على اﻷقل ما تستطيع عيني أن ترى منه. فيالجمال ما رأيت ! وسبحان من خلق فأبدع ! وما أجلّ معنى التسبيح في الآية العظيمة :

{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء 44 ]


أريد أن أتأمّل وأفكّرَ في كلّ ما يشغل ذهني من أمور جارية وعالقة.. لكن وأمام عِظم هذا الكون لا أجد لنفسي الصغيرة حجما يبرّر لها هذا القلق الكبير، فسُرعان ما تذوب همومي وأفكاري ويعجز عقلي عن التفكير لوهلة وتسترخي أعضائي وأنسى الدنيا وأختلي بسمائي التي لطالما شهدت تقلّباتي في هذه الدنيا. تذكّرت يوم دمعت عيناي فرحا برؤية ما أراه عادة في الصور على الحاسوب، وأياما كثيرة ناجيْت فيها ربّي وغيرها من اللحظات المميزة التي رسخت في ذاكرتي.

ثمّ حدّقت في بعض النجوم المضيئة في محاولة لكشف أسرارها التي حيّرتني واستعسرت عليّ، بل على أكبر علماء الكون منذ أن خُلق الإنسان.. هاهي ذي كالدُّرر تبرق أمامي"ببساطة" بكل ما أوتيت من جمال. وجال بصري على رسوم رسمتها عقول البشر منذ عصور، اعتدت أن أهتدي بها وأن أُحدّث عنها بعض الفضوليّين المُهتمّين بأسرار السماء. ما أجمل ذلك البريق في أعينهم عندما يشاهدون شيئا كُشفت عنهم بعض حقائقه لم تكن تخطر لهم على بال.
ولم تكن سوى لحظات حتى ذكرت قوله تعالى : 

{يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ } [الأنبياء 104] 

أخشى على تلك اﻷوقات من ضعف لغتي فلن أجازف بوصف ما انتابني من شعور حينها.. فقط دعوْت في تلك اللحظات النفيسة بما فاض به قلبي من أمنيات تتوق إليها نفسي.. تلك اللحظات التي لا أدري كيف استطعت العيش من دونها طيلة السنوات الأربع الماضية...  لحظات يُعاد فيها ترتيب الأولويات المطلقة في الحياة وتهدأ فيها النفوس وتحيا من جديد..


سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

الجمعة، 21 أغسطس 2015

مرَارة ولذّة

تنبيه! كُتب هذا النص بسرعة وبلا تدقيق لغوي ، أقدم اعتذاري للغتي ولمن يهمه الأمر. وليس القصد عدم اهتمام باللغة بالتأكيد.
لا أعرف من أين أبدأ. فأنا كمن أغمي عليه ثم استيقظ فوجد نفسه متعلقا بخشبة في عرض البحر، لا شيء في الأفق. فقط ماء وسماء.
لا يدري هل يبكي أم يصرخ، أم يقاوم أم يتستلم؟
خطر بباله بعض أصدقائه فهمّ أن يناديهم كما كان يفعل في الماضي.. كان كلّما ضاق صدره تكلم بما تخالجه به نفسه مع واحد من أخلّائه الذين كان يعتبرهم قطعة منه. فيعلم أنه سيجد عندهم الكلام المناسب والنصيحة المثلى فينشرح صدره. أخلّاء في الله يجتمعون عليه ويتحابّون فيه، أرواح نقية كانت له خير من ألف كنز.
... لكنه سرعان ما تذكر أنه لن يجد لصراخه سامعا. فالريح تعصف أحيانا فتُبعد السفن عن بعضها بل وتحطّمها. لكن الله لم يخلق الإنسان ليشقى. ففي أوج الابتلاء والوحدة والمصائب.... ترى من عظمة رحمة الله ما لا تراه وأنت في نعمه تتقلب. ﻷنه حينها يُكشف شيء من الستار الذي قد يحول بين الله وعبده، بسبب الطبيعة الترابية لهذا الأخير، وتراكم ذنوبه واستمراره في غفلته..

فقارب النجاة هو الإيمان واليقين الجازم بأن الله هو المعطي والمانع، والضار والنافع، والمعزّ والمذل، وهو السميع البصير، وهو الحيّ الذي لا يموت..... وهذا اليقين ينبغي أن يكون في كلّ وقت وحين. خسرنا إذا تركنا اللجوء إلى الله بعد أن تنقطع بنا الأسباب الدنيوية.. فلا ينبغي أن ننتظر ممّن سوى الله أن يعطينا ما لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، بل ما هو بأمسّ الحاجة إليه. فلا تغرّنّك السفن التي قد تلوح إليك في اﻷفق (أو في السماء) فهي مجرّد سراب. يأتي فتستبشر بمُنقذ فإذا بها تختفي فتتهالك على خشبتك منهكا من فرط الجدف.

فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.


 

ملاحظة : قد يجعل الله تعالى في طريقنا أشخاصا يساعدوننا في المحن ويشاركوننا سعادتنا... الغاية من هذه الخاطرة ليست التقليل من شأن الصحبة الصالحة إن سيء فهم المقصود، وإنما التذكير بالرجوع إلى الله أولا وآخرا.

الاثنين، 29 يونيو 2015

مَطَر

أرض قاحلة لم تذق الغيث منذ عقود
شمس حارقة
عطش.. جفاف.. يبس

استسقاء ودعاء ملحّ
فاستجابة..

ُدرر من السماء ورياح لواقح
شجر مدهامّ وظلّ ظليل
تربة خصبة معطاءة بعد جدْب وقحل.

خطى حثيثة تمهّدها
بعضها خفيف وبعضها قاس ثقيل

ضربات فأس تحفر الأرض
فتحفر وتحفر..
حجر صلب في باطنها،
قاسٍ لا يُقلع ولا يُكسر

سطح خصب
وباطن من صوّان

أ المطر ينفعها أم الجفافُ أنفع؟
باتت حائرة لا تعرف

فاستسقاء ودعاء ملحّ..